الخميس، 28 سبتمبر 2017



. قلعة يحمور:
تقع هذه القلعة في بلدة يحمور في منطقة صافيتا وتبعد عن مدينة صافيتا حوالي 10 كم غربا وعن مدينة طرطوس أيضا 10 كم شرقا .... ومن أسماء القلعة (باللاتينية : القصر الأحمر حيث يلاحظ أن أنواع الحجارة المبنية منها القلعة هي من الحجارة الحمراء ) وهي قلعة أثرية أقيمت أيام احتلال الفرنجة للساحل السوري  في القرن الثاني عشر للميلاد. ولقد دلت الحفريات على أنها كانت مبنية على موقع قديم مأهول بالسكان في الأزمنة الغابرة ,‏وحسب الاكتشافات الأثرية هي من أقدم مناطق ظهور الإنسان في عهد ما قبل التاريخ , أشارت اللقى المبعثرة التي وجدت فيها والتي تعود إلى فترات قديمة على قدمها كمنطقة سكن ,منها بعض اللقى من العصر الحجري القديم وأخرى من القرون الأولى الميلادية ، وقد كانت القلعة آهلة بالسكان لفترة قريبة إلا أنها خالية حالياً.
المعلومات المتوافرة عن القلعة تشير الى أن القلعة بنيت على أنقاض معبد فينيقي وقد وجدت كتابات يونانية فيها وأيضا كتابات رومانية تشير الى أن بناء القلعة يرجع الى الملك البيزنطي) قسطنطين( , وفي‏ عام (1177 (1178 م، أهدى ريموند الثالث أمير طرابلس القلعة إلى الإسبارتية (فرسان الهيكل),وأصبحت جزءاً من مملكة عمريت وأرواد و في حزيران 1188م فتحها السلطان صلاح الدين الأيوبي، وأعاد الفرنجة احتلالها إلى أن حررها السلطان المملوكي قلاوون عام 1289م.
*القلعة ترتفع نحو (20م) على شكل برج محاط بأسوار من الجهات الأربع ويقال: إنها كانت مؤلفة من ثلاثة طوابق لم يبق منها إلا طابقين بفعل الحرب وبفعل الهزة الأرضية القوية التي ضربت الساحل السوري عام 1586 وقد بُني المدخل الأساسي للأسوار على شكل قنطرة كبيرة وكذلك البناء العلوي حيث القنطرة الكبيرة والعقود المتداخلة بالمدخل وداخل البناء العلوي كله مرتبط بعمود ضخم متفرع إلى أقواس وقناطر كثيرة تحمل البناء العلوي وهي كغيرها من القلاع تحتوي على قاعات كثيرة ومنافذ لرمي السهام وأماكن للخيل وعدة سراديب مخصصة للنجاة ويوجد حتى الآن بقايا خندق يحيط بالقلعة لحمايتها
*أقسام القلعة‏
تتألف القلعة من طابقين :‏
الطابق العلوي :‏ يتألف من صالة ضخمة تقوم على عمود ضخم في وسطها تنتهي به الأقواس التي تحمل السقف , و يطل مدخلها الموجود على جهة الغرب على سطح الطابق الأرضي حيث يحوي أبراجاً لإنذار الدفاع عن الزوايا , ومنافذ لرمي السهام مسقوفة على طول الطابق الأرضي .‏
يظهر فوق باب القاعة العلوية رسم لحيوان شبيه بالجرذ ويظهر فوق الباب نافذة مرمى سهام وفي الجدار وعلى ارتفاع ثلاثة أمتار تقريبا تظهر فتحات لجسور خشبية تحمل سقفاً خشبياً ما يدل على أن القاعة كانت مؤلفة من طابقين, ‏سقف القاعة العلوية أقل ضخامة من العمود الموجود في القاعة الأرضية مسدس الشكل .‏
الطابق الأرضي:‏ يحوي صالة كبيرة مساوية للصالة العلوية، تقوم على عمود ضخم في مركز القاعة مربع الشكل ضلعه حوالي المترين،‏ ، أما في الجهة الشرقية على يمين مدخل القلعة فهنالك قاعة طويلة دلت الدراسات والسير حديثاً على أنها قاعة نوم الجنود ,في نهاية القاعة كشفت التنقيبات الحديثة عن بئر تجميع مياه الأمطار متصل بقناة تحمل الماء إلى البئر من سطح القلعة,‏(وكذلك من الجهة الشمالية) ولكنها أقل عرضاً وهذه القاعة وبعد الكشف عن أرضيتها تبين أنها كانت اسطبلاً للخيول‏ ودرج في نهاية الإسطبل يؤدي إلى الطابق الأعلى, وتحمل البرج في الزاوية الجنوبية الشرقية ومفصولة عن جسم القلعة الرئيسي.‏
*البناء العلوي من القلعة انهار بكامله تقريباً..‏ و لم يبق من قلعة يحمور الآن سوى برجها المرتفع 15 م , و سور بطول 34 م , و لقد كشف عن فتحات تحت الأرض أمام المدخل الرئيسي و من الجهة الشمالية هي على الأرجح آبار ماء.
*اكدت بعثة الاكتشافات الأثرية الفرنسية عام 1996 أن يحمور أصبحت مع منطقة ست مرخو شمال سورية ويبرود في القلمون من أقدم مناطق ظهور الإنسان في عهد ما قبل التاريخ حيث دلت الحفريات فيها على اكتشاف أوانٍ منزلية حجرية وفؤوس وسكاكين وأرجع العلماء عمر هذه المكتشفات إلى العصر الحجري القديم.. اكتشف في يحمور عام 1937 تمثال آلهة الحب أفروديت ,كما توجد في هذه المنطقة العديد من الآثار حيث وجدت المدافن الآثار الرومانية والإغريقية والآشورية في منطقة خربة الحراح و خرايب البير والبتة وتل مندرة وتل عقدو, تجري بالقلعة الآن بعض أعمال الترميم وقد وظف لها حارس يقوم على خدمتها. وهي مسجلة في دائرة الآثار لمحافظة طرطوس.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق