. برج صافيتا الأثري:
لم يرد في المصادر التاريخية أي إشارة إلى ذكر تاريخ وبناء البرج، ولكن
من المرجح أنهم كانوا الفينيقيين هم أول من أشادوا البرج فوق معبد كنعاني ثم أتى البيزنطيين وتبعهم الصليبيون وأخيرا الإسلام وفي عام
1167 خضعت المنطقة لحكم نور الدين زنكي الذي انتزعها من الصليبيين ولكن
الزلازل كان لها رأي أخر حيث تسببت في انهيار البرج والقلعة عدة مرات, ظلت
هذه المنطقة في نزاع طويل بين الصليبيين والإسلام
حتى تمكن الظاهر بيبرس من أحكام قبضته على صافيتا في عام 1271 عندما كان في
طريقه الى قلعة الحصن.
يتم الدخول إلى البرج يتم من البوابة المطلة
على جهة الشرق ،ويبدو البرج من المدخل الرئيسي
بشكل جيد جدرانه شيدت من قطع حجرية مربعة رائعة و يتألف هذا البرج المحصن من أربع أقسام:
1- الأساس الفينيقي وهو مغمور تقريبا, يظهر من الجهة الشرقية والشمالية .
2- الطابق الأرضي وهو عبارة عن أقبية سقوفها
نصف دائرية لها بوابات تؤدي إلى سراديب وفيها خزان ماء
محفور بالصخر تم ردمه عندما بدأ السكان ببناء مساكنهم.
3- الطابق الأول وهو كنيسة تدعى كنيسة
القديس (مار مخائيل) تمارس الطقوس الدينية فيها حاليا ولا تخلو من لمسات الإبداع وعظمه
البناء
4- الطابق الثاني ويدعى بالقاعة الكبرى
فوق الكنيسة وقد صمم أوائل القرن الثالث عشر على ثلاث ركائز من الأعمدة
الضخمة البارزة ومن الجدير ذكره والغريب في آن هو أن هذه الأعمدة لا تقابلها أعمدة
في الطابق الأول وهي معجزة هندسية بحق تخلت عن كل النظريات العلمية الحديثة في الهندسة.
بقي البرج بحالة جيدة حتى نهاية القرن التاسع
عشر ومن ثم بدأ سكان المناطق المجاورة ببناء المساكن المحاذية له والقريبة منه وضمن
سوره وفوقه بحيث أصبحت تغطي قسم كبير من معالم سور البرج حتى شكلت تلك المنازل بلدة
صغيرة يطلق عليها اليوم اسم صافيتا نسبة إلى البرج.
ويُعدُّ حلقة وصل بين طرطوس وأرواد من جهة،
وحصن سليمان الأثري من جهة وقلعة الحصن التي تبعد عنه 30كم من جهة أخرى.
ومن على سطح البرج يمكن بالعين المجردة
رؤية القلاع التالية: (أرواد، طرابلس، العريمة، يحمور، أم الحوش، العليقة، الحصن، صلاح
الدين، الدريكيش وبرج ميعار)، ويوجد على سطح البرج شرفات ما تذال محافظة على روعتها
وتطل على الأفق البعيد حيث كان المدافعون عن
البرج يتراسلون مع قلعة المرقب أو مع قلعة الحصن من خلال النيران والدخان
أما السور فهو مرتفعاً وواسعاً ولكنه مع
مرور الزمن تهدم وبنيت المنازل داخله ومن حجارته حتى التصقت بالبرج من الجهة الجنوبية
ومازال إلى الآن قسماً من السور الشرقي ببوابته الجميلة قائما.
حلو يعطيك العافية
ردحذف