الاثنين، 25 سبتمبر 2017


. مغارة الضويات: إذا كان لسحر التاريخ أن يتراءى للإنسان في مكان لم يمر عليه البشر وإنما سكنته السنون فقط، فلعل أحد هذه الأمكنة هو مغارة الضاويات بالقرب من مدينة مشتى الحلو, تحمل المغارة هذا الاسم لأنها ذات ثقوب مضيئة في سقفها، حيث يبدو الضوء كدوائر مضيئة على الأرض، وما إن تنظر إلى الأعلى حتى ترى حبال الضوء المتساقطة من فتحات في السقف بحجم الكف فقط, وتشعر هنا بعظمة السكون الذي يقطعه أحياننا صوت المياه المتقاطرة من الأعلى فالمغارة تتميز بوجود نبع مياه غزير يسمى نبع العطشان. أما الصخور فتبدو وكأنها تحفر نفسها لتكون منحوتات بيد إلهية يعجز عنها البشر، كما تبدو فيها الصواعد والنوازل بسبب الترسيب، لوجودها في الصخور الكلسية فهي متكونة من فحمات الكالسيوم, تكونت هذه المغارة في الدور الجيولوجي الرابع أسوة بمغارتي جعيتا وقاديشا في لبنان، وعمرها الزمني /20/ مليون سنة نسبة لحجم النوازل فيها إذ يحتاج كل سم3 الواحد حتى يتكون عشرة ألاف سنة, يبلغ طول المغارة الآن حوالي /500/ م لكن في نهايتها قسم يحتاج إلى الشق، ويتوقع الباحثون أن تكون المغارة أكبر من ذلك إذا ما تم شقها، كونها في منطقة جبلية، ويوجد في المغارة فراغات واسعة أكبرها بمساحة /300/م2 كما أن أرضية مسار المغارة من البداية وحتى العمق المكتشف متدرجة في الارتفاع والانخفاض، فهي عجيبة من عجائب الطبيعة مع العلم أن هذه المغارة مذكورة مجلة فرنسية مختصة بالجيولوجيا والتي صنفت مغارة هذه المغارة كأجمل المغارات غير المسكونة في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق